البدانة واضطرابات النوم والشخير

                       البدانة واضطرابات النوم والشخير

من الملاحظ إن الأشخاص الذين يعانون من البدانة وزيادة الوزن لديهم صعوبات في النوم ويعانون من الشخير

ويعود سبب ذلك إلى زيادة الخلايا الدهنية وتكون الشحوم في العنق والتي تؤدى إلى حدوث  ارتخاء في جدار البلعوم والحنجرة وتضيق المجرى التنفسي   وبخاصة أثناء النوم  وحدوث الشخير العالي والاختناق الليلي

كما تعتبر زيادة كتلة الشحوم  في البطن والصدر من العوامل المؤدية إلي حدوث هذه الظاهرة

وتشير الدراسات إلى أن أية زيادة في وزن الجسم بمعدل ( 1 كيلو غرام )  تنتج عنها زيادة في كتلة وحجم اللسان  بمعدل (1 غرام ) , أن ذلك يعنى ببساطة  انه إذا كنت تعانى من زيادة عن المعدل الطبيعي للوزن  بمقدار 30 كيلو , فسوف يزداد حجم ووزن اللسان لديك بمعدل 30 غرام , وذلك  يساهم في سد مجرى التنفس أثناء الاستلقاء والنوم ليلا

كما تؤكد جميع الدراسات  أن أكثر من 50%  من المرضى المصابين باضطرابات النوم والاختناق الليلي  , يعانون من البدانة و زيادة  في الوزن

ويمكن اعتبار قياس محيط العنق من العلامات الدالة على وجود الاختناق الليلي والشخير العالي, إذا بلغ أو زاد عن 17 بوصة للرجال و16 بوصة لدى النساء أو أكثر

إن الأمر لا يتوقف عند هذا الحد , حيث يتسبب الحرمان من النوم الهادي والمتواصل ليلا  إلى اضطرابات في مختلف هرمونات الجسم التي تعمل وتنشط غالبا إثناء ذلك , بما فيها الهرمونات التي  تنظم وتسيطر على الشهية والأكل ,  وينتج عن ذلك زيادة معدلات الشهية للأكل والتي تؤدى  بدورها إلى زيادة الوزن , وهكذا… نصل إلى حلقة مفرغة من اضطرابات النوم وزيادة الوزن وما يتبع ذلك من مضاعفات  كارتفاع سكر الدم وارتفاع الضغط  , إضافة إلى إن الحرمان من النوم يؤدى إلى قلة التركيز وتدنى إنتاجية العمل  والنعاس  المستمر طوال اليوم  , وقلة الحركة والنشاط إضافة إلى زيادة احتمالات التورط في حوادث الطرق بسبب حالات النعاس الشديد  أثناء السياقة

كيف  يكون الحـــــل ؟؟؟

بداية , إذا كنت تعانى من هذه الظاهرة  , ربما تحتاج إلى استشارة الطبيب المختص  لتقديم  الإرشادات اللازمة , والبدء  فورا في إتباع برنامج غذائي/ رياضي  يؤمن التخلص من البدانة  المفرطة

وفي الغالب يتم إجراء اختبار  النوم ودراسة الوظائف الحيوية للجسم أثناء النوم  وتحديد درجة الاختناق  والشخير , تركيز أوكسجين الدم , والخ … وبالتالي تحديد الأسباب ونوع العلاج الذي يتناسب   ويتفاوت بحسب الحالة , إضافة إلى معاينة  الأنف والفم والبلعوم وإجراء دراسة بالمنظار لتحديد الأسباب التشريحية للاختناق

وممكن في هذه الحالات تحديدا  أن يقوم المريض باستخدام  جهاز ضخ الهواء أثناء النوم ( CPAP ) وذلك لتامين حاجة الجسم من الأوكسجين أثناء النوم  وبالتالي وقف التدهور الحاصل  في صحة المريض , وبالطبع يمكن الاستغناء عن الجهاز في مرحلة لاحقة بعد  تحسن وظائف الجسم  والوصول للوزن المثالي

وغالبا ما يحتاج المريض  في مراحل لاحقة أيضا  وبخاصة أولئك اللذين يعانون من انسداد مزمن بالأنف أو تضخم شديد باللوزتين  وترهل سقف الحلق  , يحتاجون إلي عملية تصغير اللحميات الأنفية أو استئصال اللوزتين  إضافة إلى تقليص درجة ترهل اللهاة وسقف الحلق  حيث يعمل ذلك على تحسين درجة التنفس من الأنف والفم وإزالة أسباب الاختناق والشخير . ويتم إجراء هذه العمليات في الوقت الراهن بأساليب جراحية متطورة  تقلل بدرجة كبيرة الألم الناجم  أو الحاجة لاستخدام  حشو الأنف ” الفتيلة ” وفي بعض الحالات  كما في عملية تصغير اللحميات الأنفية ,   يمكن إن تتم  باستخدام التخدير الموضعي  وبالعيادة الخارجية

إعداد: د. عبد الرحمن محمد الغريب

         عيادة الأنف والإذن والحنجرة/ اضطرابات النوم والشخير

Leave a reply