التوحد وصعوبات النطق والتواصل
ماذا تعرف عن
التوحد وصعوباات النطق والتواصل
هناك درجات متفاوتة لدى الطفل المصاب بالتوحد فى المقدرة على النطق والتواصل وذلك تبعا للتطور
الاجتماعى و الفردى السلوكى لديه. البعض قد يكون فاقدا للمقدرة على الكلام والتخاطب بدرجة كبيرة او كليا
ويصدر اصوات وصراخ وتشنجات مختلفة , فى حين قد يكون البعض الاخر ذخيرة جيدة من الكلمات ولديهم مقدرة على الحديث فى بعض المواضيع , ولكن الصعوبة تكمن فى المقدرة على استخدام وتوظيف هذة اللغة . حيث غالبا لاتجد لهذا الكلام اى رابط او معنى محدد ومتصل , او ان يقوم بترديد آلـى وميكانيكى لاخر جملة او كلمة قام بسماعها
معظم اطفال التوحد يفتقدون الى المقدرة على التواصل البصرى والتفاعل او استخدام الحركة والايماء عند الكلام , هناك من يتكلم بنبرة عالية وحادة وهناك من يتكلم كالانسان الالى , ولا تجد لديهم استجابة وتفاعل مع حديث الاخرين , وقد يصار الى تشخيص هذه المشكلة خطا بانها صعوبة فى السمع
قد تتطور المقدرة على النطق واللغة لدرجة معينة لدى الطفل التوحدى ولكن غالبا ما تكون بشكل غير منتظم , فمثلا قد يستطيع قراءة بعض الكلمات او الجمل ولكن لا يتمكن من فهم محتواها وقد يكون للبعض الاخر قدرة ملحوظة في الحساب والرياضيات والاعداد وقد يطور البعض موهبة موسيقية ملحوظة . ويمكن التاكيد فى هذا المجال ان هناك تفاوت كبير في المقدرة والمواهب لدى الاطفال المتوحدين ولكن القاسم المشترك هو ان هذه مقدرات معزولة ولا يستطيع الطفل من خلالها ان يكون علاقات اجتماعية طبيعية مع محيطه
كـيف يتم علاج مشاكل النطق والتواصل لدى الطفل المتوحد ؟؟
لم يتم التوصل الي الان الى طريقة واسلوب علاجي فعال لمقاربة مشكلة النطق والتخاطب والتواصل مع الطفل المتوحد , ولكن هناك اتفاق شبة مؤكد بان وضع برنامج تاهيلى خاص بكل طفل على حدة , بحيث يتناسب مع المهارات والامكانيات التى لديه , وبشرط ان يبدأ ذلك في مرحلة مبكرة من العمر وحال اكتشاف المشكلة , يمكن ان يشكل ذلك افضل مقاربة لتحسين اللغة والتخاطب , وعلي اساس الدمج بين برنامج تحسين اللغة والتخاطب مع برنامج تعديل السلوك والتواصل . ومن الضرورى اشراك الابوين وافراد الاسرة والمحيطيين فى بيئة الطفل في تلك العملية الطويلة والمستمرة والتى تهدف الى تاهيل الطفل في مختلف المراحل العمرية
وغالبا ما يقوم المعالجيين الاخصائيين فى هذا المجال باستخدام طرق كثيرة لتحسين التواصل والتركيز وذلك من خلال استخدام الصور والالعاب والموسيقى وبرامج الكومبيوتر وغيرها من الطرق التربوية التى تم تجربتها فى برامج تأ هيل اطفال التوحد
والى جانب اخصائى النطق , يقوم يقوم اخصا ئى المعالجة الوظيفية والمعالجين الطبيعيين والعلاج بطريقة اللعب او التدريب واللعب مع الحيوانات , ركوب الخيل , والخ… وذلك بهدف تعديل السلوك لدى الطفل التوحدى وتنمية مهارات التواصل والكلام لديه
هناك اطفال يستجيبون لبرنامج تعديل السلوك بشكل متفاوت , واخرون يستجيبون للعلاج بالموسيقى او العلاج الحسى , و قد يستجيب البعض للعلاج الدوائى من اجل زيادة درجة التركيز لديهم , ولكن ليس هنا ك اجماع بين المتخصصين فى هذا المجال على الاستخدام المستمر للادوية بسبب احتمال حدوث بعض الاعراض الجانبية . ولكن من المؤكد انه لم يتم الى اليوم اعتماد دواء محدد وفاعل بشكل موثوق لتحسين اداء الطفل التوحدى
هناك بعض الاساليب العلاجية التى تعتمد على تطبيق حمية غذائية خاصة مع اضافة مجموعة من الفيتامينات والمعادن , ولكن يظل طفل التوحد موضوع جديد ومحير لعلماء الطب النفسى و الصحة العقـلية واخصائيي التخاطب والنمو والتطور الذهنى والنـفسي , وسوف يستمر كموضوع حيوى للبحث والتجربة وخصوصا بعد ظهور الارقام الاخير لنسبة حدوث الاصابة بين الاطفال وزيادتها بشكل مقـلق بحيث اصبحت ظاهرة اجتماعية مقـلقـة تستدعي تكاتف جهود الاسرة والمجتمع والدولة وكافة الاختصاصيين فى الحقل الطبي والاجتماعى والاسرى وذلك من اجل صياغة استراتيجيات حديثة لبرامج الاستيعاب والتاهيل لمرضى التوحد
اعداد
د. عبد الرحمن محمد الغريب
استشارى امراض الانف والاذن والحنجرة
Leave a reply